27.6.10

النهاية ... وقصص اخرى

 قصص قصيرة جدا :  منذر ابو حلتم


(النهاية )

عندما علم بقرار الافراج عنه بعد سنوات طويلة لم يعد يذكر عددها ، امضاها في سجنه المعتم .. ذهب لوداع سجانه العجوز المربوط بالبوابة الحديدية العتيقة ..
قال له :- انا خارج .. وداعاً ..
مد له السجان يداً مرتجفة ومسح وجهه القاتم بيده الاخرى .. وهمس بفحيح مفجع :  - وتتركني وحيداً هنا ؟!


( تساؤل )

كان الازدحام شديداً .. وباعة المرطبات يعملون بنشاط وهم سعداء باقبال الجمهور النهم .. السيدات السمينات كن يأكلن المكسرات بشراهة ..وعندما احضروني ارتفع صوت التصفيق والصفير ..!
اضطر الجلادون لمساعدتي على الصعود للمنصة الخشبية .. وعندما وضعوا الحبل حول عنقي .. ساد صمت طويل تخلله لمعات لآلاف كاميرات التصوير ..
عندما ازيح الكرسي من تحت قدمي واعلن الجلادون ان كل شيء قد انتهى .. ثار الجمهور غاضبا وارتفعت اصوات الاحتجاج من هنا وهناك .. ( هل انتظرنا كل هذه الساعات من اجل هذه الثواني ؟ ) ..كنت اراقبهم وابتسامة ساخرة تبدو على وجهي .. وضحكت كثيراً .. عندما سمعت امرأة سمينة تضع على وجهها كميات هائلة من مساحيق التجميل تقول لصديقتها وهي تمضغ العلكة بفم مفتوح :
-كان منظراً مؤثراً .. ولكن لماذا اعدموه ؟؟


( اكتشاف غريب )

الزعيم الملهم الفذ كان يخطب بحماسة شديدة .. والجماهير تصفق بجنون .. 

لم افهم شيئاً مما يقول لكنني كنت مضطراً للتصفيق لأن عشرة على الاقل من الجنود كانوا يراقبونني ..!
كنت اشعر ان هناك امرا ما .. فالزعيم الملهم الفذ كان يخطب بألم ويضرب الطاولة بقبضة يده .. والجماهير تصفق بهستيريا غريبه ..اقتربت من منصة الزعيم محاولاً فهم ما يقول .. وعندما اقتربت من المنصة اكتشفت سبب المه الشديد وغضبه .. فقد كان جندي ثقيل الوزن يدوس دون انتباه على ذيله الطويل الذي يمتد وراءه بترهل ..!


( الشهيد )

كان الشهيد مرفوعاً على الاكتاف .. والجماهير الثائرة الغاضبة تسير في الجنازة المهيبة .. وهي تهتف للشهداء وللوطن ..
توقفت المسيرة قليلاً .. فزعيم احد الاحزاب الوطنيه جدا ..يريد القاء خطاب .. امسك الزعيم الوطني جدا بالميكروفون وصرخ :- ايتها الجماهير .. سنواصل تقديم الشهداء !
وكان حريصا ان يكون مواجها لكاميرات التصوير التلفزيونيه ..
زعيم ثوري جدا آخر .. شعر بالغيرة ..وامسك بالميكروفون وصرخ بصوت اكثر ارتفاعاً :  - ايتها الجماهير .. سنواصل تقديم الشهداء
زعيم ثالث ورابع وعاشر ..فجأة قام الشهيد من نعشه .. بصق في وجوههم جميعاً .. وحلق دون جناحين الى شوارع القدس .. ليواصل المقاومه ..!!