30.8.06

العنكبوت .. وقصص أخرى



قصص قصيرة بقلم : منذر ابو جلتم




فراغ


استيقظ من نومه وهو يشعر بفراغ رهيب .. ذهنه فارغ ومشاعره ميتة .. وذاكرته معطلة ..!! .. قام متثاقلاً ليغسل وجهه .. وعندما نظر في المرآة لم يفاجأ كثيراً عندما لم يجد وجهه


زيارة


نظرت بلهفة من نافذة الطائرة المتوجهة الى قبرص .. عندما ظهر في الأفق البعيد ساحل صار يبتعد الى الوراء .. ثنيت رقبتي وحاولت التدقيق جيداً .. تلك عكا .. نعم .. لا بد انها عكا .. وتلك حيفا
مسحت عيني من دمعة مزعجة لأرى جيداً .. وهمست :- يا الهي .. هذه فلسطين


حب


قال لها بصدق غريب .. وهو يمسك يدها بقوة آلمتها
حبيبتي .. احبك بجنون .. احبك كما لم يحب رجل امرأة .. أنت معي في سفري ويقظتي وأحلامي .. معي في حزني وفرحي .. فأرجوك … أرجوك ان تبتعدي عني .. اهربي مني




العنكبوت


كنت اراقب باهتمام شديد خيوط العنكبوت الكثيفة في زاوية الزنزانة وأراقب ذلك العنكبوت الأسود طويل الأرجل وهو يتربص بسكون لنملة تسير على الجدار ..مقتربة من نسيج العنكبوت ..اقتربت النملة اكثر واكثر ..وبدأ العنكبوت يحرك أطراف أرجله مستعداً للانقضاض ..
فجأة التصق العنكبوت بالجدار .. بعد أن صفعته بقوة آلمت يدي .. وأيقظت زميلي الذي استيقظ صارخاً بفزع :- ماذا جرى ؟!




أمن


نزل الشاب الإسرائيلي مع صديقته من الحافلة المصفحة .. وركبا سيارته المصفحة ضد الرصاص .. وأدار الشاب المحرك بعد أن تأكد من وجود المسدس والقناع الذي يحمي من الغازات السامة في جيب السيارة .. وعند باب الكازينو قام عدد من الجنود بتفتيشهما بدقة قبل أن يسمحوا لهما بالدخول ..
في الداخل كان عدد من الشباب والفتيات يرقصون وراء زجاج مضاد للرصاص حاملين مسدساتهم ورشاشاتهم .. قال الشاب المتجهم للفتاة المتجهمة :
لماذا أنت متجهمة هكذا ؟ .. هيا ارقصي -


عروس البحر
عندما اخبر البحار الشاب زملاءه البحارة عن رؤيته لعروس البحر لم يصدقه أحد .. اخبرهم بحماس ولهفة كيف ظهرت له فجأة عند منتصف الليل .. وكيف بدت جميلة ساحرة في ضوء القمر ..
بحار عجوز غمز بعينه ضاحكاً :- هذه أعراض الشباب .. لا تخف ، ستختفي مع الزمن ..! ..وعند منتصف الليلة التالية ذهل البحارة جميعاً عندما رأوا البحار الشاب يقفز من السفينة ليسبح نحو عروس البحر التي كانت تسبح تحت ضوء القمر بانتظاره